• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

شرح "غرابيب سود"

شرح غرابيب سود
د. أورنك زيب الأعظمي


تاريخ الإضافة: 12/4/2025 ميلادي - 13/10/1446 هجري

الزيارات: 699

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شرح ﴿ وَغَرَابِيبُ سُودٌ ﴾[1]


جاءت هذه الكلمة في سورة فاطر؛ فقال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ ﴾ [فاطر: 27].

 

(غَرَابِيْبُ) جمعُ (غُرَاب) على زنة (يَعَابِيْبُ)؛ كما قال المثقب العبدي:

وأمسكنَ أطرافَ الأسنة والقنا
يَعابيبُ قُودٌ ما تُثَنَّى قُتُودُها[2]

وهي إما الطائر الغراب المعروف في سواده، أو فرخ النعام السود، أو ضرب من العنب الشديد السواد بالطائف، وتفيد سواد الشيء الموصوف بها، أو المخبر عنها سوادًا شديدًا؛ فقال امرؤ القيس:

والماءُ منهمر والشدُّ منحدرٌ
والقصْبُ مضطمرٌ واللونُ غربيب[3]

وقال متمِّم بن نويرة:

جَفنٌ من الغربيب خالصُ لونه
كدمِ الذبيح إذا يُشَنُّ مُشَعْشَع[4]

وقال الشاعر المخضرم مُزَرِّد بن ضِرار الذبياني:

معاهدُ ترعى بينها كلُّ رَعلةٍ
غرابيبُ كالهند الحوافي الحوافد[5]

ويُنسب إلى سلامة بن جندل:

تقول حين رأتْ رأسي ولمته
شمطاءَ بعد بهيم اللون غربيب[6]

وقال الشاعر الجاهلي زهير بن مسعود الضبي:

تلفُّه ريحٌ حريقٌ ولي
لٌ حالكُ النُّقبة غِربيب[7]

وقال الشماخ بن ضرار الشيباني:

وَلُودَينِ للبيض الهجان وحالكٍ
من اللون غربيب بهيم علاهما[8]

وقال ذو الرمة:

تخلَّلنَ أبوابَ الحدور بأعينٍ
غرابيبَ والألوانُ بيض نواصع[9]

وقال عنترة بن شداد العبسي:

فيها اثنتان وأربعون حلوبةً
سُودًا كخافية الغراب الأسحم[10]

والأسحم هو الأسود.

 

وقال الكميت بن زيد الأسدي:

زمان عليَّ غُرابٌ غُدافٌ
فطيَّره الشيبُ عني فطارا[11]

وغداف: شعر أسود طويل، فكأنه قلب المشبه، فجعل المشبه مشبهًا به، والمشبَّه به مشبَّهًا.

 

وقال الأبيرد بن المعذر الرياحي:

فإنَّكِ لو صاحبتني لم تعتَّبي
ولم تجدي فينا لكفَّيكِ مَصنعا
ليالي لوني واضحٌ وذؤابتي
غرابيبُ في رأس امرئ غير أنزعا[12]

 

أي: ذؤابتي سوداء بشدة.

 

وقال نابغة بني شيبان يصف حبيبه:

تزهو المحسنُ منها وهْي ناعمةٌ
بكلِّ جَثْلٍ غُدافِ اللون غربيب[13]

والجثل هو الشعر الطويل الأسود.

 

وقال ذو الرمة والغرابيبُ هنا فراخ النعام السود:

إذا الريحُ الصبا درجتْ به
غرابيبُ من بيضٍ هجائنَ دَردَق[14]

وقال عبدالله الغامدي يذكر نوعي العنب أبيضَ وأسودَ:

ومن تعاجيبِ خلقِ الله غاطيةٌ
يُعصَرُ منها ملاحي وغربيبُ
تعبَّدوا وأقيموا وَفْقَ دينكم
إن المُغالِب صُلبَ الله مغلوبُ[15]

 

وقال كثيِّر عزة يشبِّه بضرب من العنب بالطائف شديد السواد:

وما جأبةُ المِدرى[16] خَذولٌ خلا لها
أراكٌ بذي الريَّان دانٍ صريمُها
بأحسنَ منها سنةً ومُقَلَّدًا
إذا ما بدتْ لبَّاتُها ونظيمُها[17]
وتفرقُ بالمدرى أثيثًا نباتُه[18]
كجنَّةِ غِربيبٍ تدلَّتْ كرومُها
إذا ضحكتْ لم تنتهزْ وتبسَّمتْ
ثنايا لها كالمزن غُرٌّ ظلومُها[19]

 

وقال أبو صخر الهذلي:

وصارها كُورُ[20] ميَّالٍ له حُبُكٌ
مُعَكَّفٍ مثلِ غِربيبِ العناقيد[21]

وأنشد ابن الأعرابي:

أبقى لنا اللهُ وتقعيرُ المَجَرْ
سُودًا غرابيبَ كأظلالِ الحَجَرْ[22]

وجاء في الحديث: ((إنَّ الله يبغضُ الشيخَ الغربيب))[23].

 

فبدا من هذا التتبع أنَّ الغراب يأتي صفة وموصوفًا معًا، فمن رأى أنَّ التأكيد تقدَّم على المؤكد هنا وَهِمَ.

 

شرح هذه الكلمة في سياق القرآن الكريم: سبق هذه المجموعة من الآيات الحديثُ عمن يؤمن ومن لا يؤمن بهذا القرآن العظيم، ثم ذكر الله تعالى اختلاف الطبائع والأذواق في الناس كما ذكر ذلك في عجائب الكون، ولكلٍّ مكان وموقع؛ فكما أنَّ المطر ينزل على الأرض، فلا تخضر إلا ما تكون طيبة، فكذلك هذا المطر الربَّاني (القرآن الكريم) لا يؤثر إلا فيمن يكون صالحًا وطيِّبًا، فكأنَّ الحديث الذي بدأ من: ﴿ وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ * وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ * وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ * وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ﴾ [فاطر: 19 - 22] قد تخلَّله اعتراض طويل؛ وهو: ﴿ إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ * إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ * وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ * ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ﴾ [فاطر: 23 - 26]، ثم اتصل الحديث بقوله: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾ [فاطر: 27، 28].

 

فذكر الجبال لمجرد اختلاف ألوانها، ولو أردنا بالألوان الأنواع، لكان أنسب وأولى بالمكان، ولقد سبق مثل هذا المثل للمؤمنين والكافرين؛ فقال تعالى في سورة الأعراف:

﴿ وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ ﴾ [الأعراف: 57، 58].

 

المصادر والمراجع

1- القرآن الكريم.

 

2- أساس البلاغة لأبي القاسم الزمخشري، تحقيق: محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1، 1998م.

 

3- ديوان الشماخ بن ضرار الشيباني، تحقيق وشرح: صلاح الدين الهادي، دار المعارف بمصر، د.ت.

 

4- ديوان الكميت بن زيد الأسدي، جمع وشرح وتحقيق: د. محمد نبيل طريفي، دار صادر، بيروت، ط1، 2000م.

 

5- ديوان المزرِّد بن ضرار الغطفاني، تحقيق: خليل إبراهيم العطية، مطبعة أسعد، بغداد، ط1، 1962م.

 

6- ديوان المفضليات للمفضل الضبي، تحقيق وشرح: أحمد محمد شاكر وعبدالسلام محمد هارون، دار المعارف، ط6.

 

7- ديوان امرئ القيس، ضبطه وصحَّحه: الأستاذ مصطفى عبدالشافي، دار الكتب العلمية، بيروت، 2004م.

 

8- ديوان ذي الرمة، تقديم وشرح: أحمد حسن بسج، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1995م.

 

9- ديوان سلامة بن جندل، صنعة: محمد بن الحسن الأحول، دار الكتب العلمية، بيروت، ط2، 1987م.

 

10- ديوان شعر المثقب العبدي، تحقيق وتعليق: حسن كامل الصيرفي، جامعة الدول العربية، معهد المخطوطات العربية، 1971م.

 

11- ديوان كُثَيِّر عَزَّة، جمع وشرح: د. إحسان عبَّاس، دار الثقافة، بيروت، لبنان، 1971م.

 

12- ديوان نابغة بني شيبان، بدوي نصراني وأموي، دار الكتب المصرية، القاهرة، ط3، 2000م.

 

13- شرح ديوان عنترة بن شداد العبسي، للعلامة التبريزي، دار الكتاب العربي، ط1، 1992م.

 

14- شعراء أمويون، د. نوري حمودي القيسي، مكتبة النهضة العربية، بيروت، ط1، 1985م.

 

15- قصائد جاهلية نادرة، د. يحيى الجبوي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط2، 1988م.

 

16- لسان العرب لابن منظور الإفريقي، دار صادر، بيروت، د.ت.



[1] د. أورنك زيب الأعظمي: أستاذ مساعد، قسم اللغة العربية وآدابها، الجامعة الملية الإسلامية، نيودلهي.

[2] ديوان شعره، ص 110.

[3] ديوانه، ص 67.

[4] ديوان المفضليات، ص 52.

[5] ديوان المفضليات، ص 75 وديوانه، ص 76، حوافد: متقاربة الخطو.

[6] ديوانه، ص 223.

[7] قصائد جاهلية نادرة، ص 92.

[8] ديوانه، ص 311.

[9] ديوانه، ص 157.

[10] شرح ديوانه، ص 154.

[11] ديوانه، ص 151.

[12] شعراء أمويُّون، ص 277.

[13] ديوانه، ص 73.

[14] ديوانه، ص 182.

[15] أساس البلاغة: صلب، الملاحي: ضرب من العنب أبيض، في حبِّه طول.

[16] جأبة المدرى: ظبية يطلع قرنها.

[17] سنة: وجه، مقلد: عنق، لبات: أعالي الصدر، نظيم: عقد.

[18] مدرى: مشط، أثيث: طويل، انتهز في الضحك: أفرط فيه.

[19] ديوانه، ص 144.

[20] صارها: أمالها، كور: كثرة الشعر.

[21] شعراء أمويُّون، ص 53.

[22] لسان العرب: قعر، وصدر البيت في لسان العرب (مجر).

[23] جامع الألباني، رقم الحديث: 1688.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة